تتضمن الفعاليات جولة إرشادية افتراضية في المكتبة التراثية، ومحاضرة حول العلامات المائية في المخطوطات، وقراءة جديدة في مخطوطات المكتبة التراثية، ومحاضرة لأستاذ كبير في علوم المكتبات والمخطوطات من المغرب الشقيق

المكتبة التراثية بمكتبة قطر الوطنية تقدم للجمهور فعاليات افتراضية متميزة في شهر أكتوبر

30 سبتمبر 2020

طوال شهر أكتوبر سيكون عشاق التراث ومحبو التاريخ والمهتمون بالمخطوطات على موعد مع برنامج حافل من الفعاليات الافتراضية المتميزة التي تنظمها المكتبة التراثية بمكتبة قطر الوطنية وتبرز تأثيرها وإسهاماتها الفريدة والعديدة في المشهد الثقافي ليس في قطر فحسب بل في منطقة الخليج والعالم العربي أيضًا.

أولى هذه الفعاليات المتميزة محاضرة عبر الإنترنت بعنوان "العلامات المائية كأداة لمعرفة عمر المخطوطات" تنظمها مكتبة قطر الوطنية بصفتها مركز الإفلا الإقليمي لصيانة المواد التراثية في العالم العربي والمحافظة عليها بالتعاون مع المكتبة الوطنية الجزائرية، وتستضيف فيها السيدة فطومة بن يحيى، رئيسة مصلحة المخطوطات والمؤلفات النادرة بالمكتبة الوطنية الجزائرية.

تتحدث السيدة فطومة بن يحيى عن تجربة المكتبة الوطنية الجزائرية في دراسة العلامات المائية في المخطوطات وكيفية صنعها والهدف من استعمالها وأهميتها في تقدير عمر المخطوط والتعريف بالأدوات والتقنيات المستخدمة في البحث عن العلامات المائية ودراستها، ودور العلامات المائية في مساعدة المحقق على معرفة النسخة الأصلية، كما تتطرق إلى المصادر الورقية والإلكترونية المعتمدة في البحث عن العلامات المائية، وكيفية التمييز بين الورق الإسلامي والورق الأوروبي الخالي من العلامات المائية.

في 14 أكتوبر، الساعة 11 صباحًا وعبر حساب المكتبة على منصة إنستاغرام، تقدم إخلاص أحمد، أخصائية الجولات التعريفية والمعارض في المكتبة التراثية، لجمهور المكتبة جولة إرشادية مباشرة في معرض "في البداية كانت اقرأ" تسلط فيها الضوء على نفائس المقتنيات في المكتبة التراثية وما تحويه من كنوز تعكس بجلاء تفرد وثراء التراث الثقافي العربي والإسلامي بين الشرق والغرب وعراقة تاريخ دولة قطر وامتداد علاقتها الحضارية إقليميًا وعالميًا.

تستكشف الجولة مقتنيات متنوعة ما بين المخطوطات والكتب المطبوعة العربية والإنجليزية والوثائق المهمة والنادرة بالإضافة إلى مجموعة من الصور التي تعكس أنماط الحياة الإنسانية عبر مختلف الحقب والأزمان، وتستعرض ما تركه الرحالة والمستشرقون من أدوات ملاحية وخرائط جغرافية متنوعة.

ويستطيع عشاق المخطوطات ومحبو التراث في 18 أكتوبر المشاركة في المحاضرة الافتراضية بعنوان "قراءات في مخطوطات مكتبة قطر الوطنية: رسالة في طبقات المجتهدين لابن كمال باشا" وهي الجلسة الخامسة ضمن سلسلة محاضرات وجلسات تنظمها المكتبة التراثية ويقدم فيها نخبة من الخبراء والمتخصصين في التراث والمخطوطات قراءات لمجموعة من المخطوطات التاريخية النادرة المحفوظة في المكتبة التراثية من أجل إتاحة الفرصة للمشتغلين بالتاريخ والتراث ولمحبيه للتعرُّف على المجموعة الثرية من نفائس مخطوطات المكتبة التراثية، إضافة إلى خدماتها الافتراضية والرقمية.

يقدم هذه المحاضرة محمد ياسر شاهين، الباحث بمركز البحوث والدراسات الإسلامية في تركيا، ويتحدث فيها عن المؤلِّف ابن كمال باشا وهو عالم وفقيه تركي؛ ومولده ونشأته وحياته ومصنفاته وأثره العلمي، ثم يفصِّل أهم نُسَخ هذه الرسالة المحفوظة في المكتبات. كما تناقش المحاضرة أهمية رسالة ابن كمال باشا والمناقشات التي دارت حولها والردود والتعليقات عليها، بالإضافة إلى مسألة الاجتهاد والتقليد، وما يتصل بها من ظلال في النظر الفقهي والحياة المعاصرة، ثم محور المحاضرة وهو قراءة نص المخطوط والتعليق عليه.

وفي 28 أكتوبر، عند الثانية عشر والنصف ظهرًا، وفي محاضرة افتراضية بعنوان "دور المكتبات في تكوين الباحث المبدع"، تستضيف المكتبة الأستاذ الدكتور أحمد شوقي بنبين، مدير الخزانة الحسنية بالقصر الملكي بالمملكة المغربية وأستاذ المكتبات وعلم المخطوطات بجامعة محمد الخامس بالرباط. ويتناول الدكتور بنبين في هذه المحاضرة قضية مهمة من قضايا البحث العلمي والتعليم الجامعي وما بعده. فقد أثبتت إحصاءات عِدَّة أن نسبة كبيرة من طلاب الجامعات في العالم العربي لا تطأ أقدامهم المكتبات طوال سنوات التحصيل الأكاديمي حيث يكتفون بالمقررات والملخَّصات الجامعية. وإذا أراد الطالب مواصلة الدراسة في مرحلة الدراسات العليا فقد يصعب عليه الاستفادة المثلى من المكتبات وطرق البحث فيها، رغم ما في الأمر من أهمية واستفادة.

يبدأ الدكتور أحمد شوقي المحاضرة بالحديث عن أصول البحث العلمي في الحضارة الإسلامية، وتاريخ الدَّرْس والتعليم في التاريخ الإسلامي، والدور الذي اضطلعت به خزائن الكتب أو المكتبات في الحياة العلمية والثقافية. ثم يُركِّز في بقية المحاضرة على دور المكتبات ومصادر المعلومات في تكوين الباحث المبدع، لا سيما في مجال الدراسات الإسلامية والإنسانيات، وخصوصًا المجالات المتصلة بالتاريخ والنصوص التراثية والمخطوطات.