مكتبة قطر الوطنية تنظم ندوة للمكتبات في المنطقة لمناقشة سبل تطوير طُرق حفظ التراث ونشره

8 سبتمبر 2016
أثنى المشاركون في "ندوة المجموعة الإقليمية لشبه الجزيرة العربية بالمكتبة الرقمية العالمية 2015" على الجهود التي تبذلها مكتبة قطر الوطنية، عضو مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، في جمع المكتبات الإقليمية وتنسيق العمل بينها في مجال المحافظة على التراث ونشره. وجاء ذلك خلال أعمال هذه الندوة التي نظمتها مكتبة قطر الوطنية بالتعاون مع المكتبة الرقمية العالمية.

وقد ركزت الندوة، التي استمرت لمدة يومين، على قضية "الضبط الاستنادي لأسماء المؤلفين باللغة العربية" وكيفية فهرسة وتنظيم المعلومات البيبليوغرافية باللغة العربية. وتأتي هذه الندوة بعد النجاح الكبير الذي حققته ورش التدريب التي نظمتها مكتبة قطر الوطنية في الأعوام السابقة، بالتعاون مع المكتبة الرقمية العالمية لأعضاء المجموعة الإقليمية في شبه الجزيرة العربية، في مجال التراث والمحافظة عليه والتوعية به، بما يتسق مع رسالة مؤسسة قطر الرامية إلى نشر المعرفة، وبناء مجتمع متطور ومنفتح على المستقبل، ومتمسك بتراثه وتقاليده.

شارك في الندوة ما يزيد عن 40 مشاركاً يُمثلون نخبة رفيعة المستوى من أمناء المكتبات والخبراء والأساتذة من المكتبات والجامعات في دول مختلفة شملت قطر والسعودية والكويت وعمان والبحرين والأردن والسودان واليمن والعراق ومكتبة الكونجرس بالولايات المتحدة الأمريكية.

وقد تطرقت الندوة للمعارف والأدوات والمصادر التي يمكن للأعضاء استخدامها في عملية الفهرسة في مكتباتهم ومراكزهم، وكذلك تطوير فهم مشترك للمفاهيم والأدوات المتعلقة بهذا المجال بين الأعضاء المشاركين في المكتبة الرقمية العالمية، بما يؤدي إلى تطوير السجلات البيبليوغرافية المستخدمة في مكتباتهم، وكذلك تلك التي يساهمون بها في المكتبة الرقمية العالمية.

وفي تعليق له على هذه الندوة، قال المهندس سعدي السعيد، المدير المشارك لشؤون الإدارة والتخطيط بمكتبة قطر الوطنية: "إننا في مكتبة قطر الوطنية نعتز بالتعاون مرة أخرى مع المكتبة الرقمية العالمية في استضافة هذه الندوة الثرية بالمعلومات المتعلقة بكيفية الحفاظ على كنوزنا التاريخية وتراثنا الثقافي العربي، وإتاحته للجمهور حول العالم بشكل أفضل. ومثل هذه الندوات واللقاءات تتيح الفرصة لتبادل أفضل الممارسات في مجال الحفاظ على التراث العربي الإسلامي، وإتاحته لجميع المهتمين حول العالم، وبالتالي فهي ليست مفيدة فقط لمكتبة قطر الوطنية، بل أيضاً للمكتبات ومراكز المعلومات في المنطقة عموماً".

أما السيد جيسون يازنر، مدير العمليات بالمكتبة الرقمية العالمية – مكتبة الكونجرس، فقد علق على هذه الندوة قائلاً: "يأتي موضوع ندوة المجموعة الإقليمية لشبه الجزيرة العربية هذا العام، والمتعلق بأساليب الضبط الاستنادي لأسماء المؤلفين باللغة العربية في وقته، فهذا الموضوع يعتبر من أكثر القضايا التي تواجه المكتبات أهمية واتساعاً، كما يُمثل تحدياً كبيراً يقف في طريق نشر التراث بين المكتبات المختلفة والمكتبة الرقمية العالمية".

وأضاف قائلاً: "ينبغي النظر إلى التعاون بين المكتبة الرقمية العالمية ومكتبة قطر الوطنية كنموذج يحتذى به في كل أنحاء العالم، فأنا أتمنى أن أرى مثل هذا التعاون في مناطق العالم الأخرى، حيث تقوم إحدى المكتبات أو المنظمات بأخذ زمام المبادرة، كما فعلت مكتبة قطر الوطنية، لجمع وتنسيق جهود المكتبات في تلك المنطقة، والعمل سوياً من أجل مواجهة القضايا والمواضيع ذات الأهمية والصلة بعملها، ومحاولة إيجاد الحلول لها".

من جهته، علق السيد صالح بن سليمان الزهيمي، ممثل ’ذاكرة عُمان‘ من سلطنة عمان، حول محتوى الندوة قائلاً: "هذه هي المرة الثالثة التي أشارك فيها في هذه الندوة السنوية التي تنظمها مكتبة قطر الوطنية بالتعاون مع المكتبة الرقمية العالمية، وأستطيع أن أرى من سنة إلى أخرى التطور وأهمية الموضوعات التي يتم اختيارها للندوة، وارتباطها بأعمالنا في المكتبات ومراكز المعلومات".

أما الدكتور علي بن سعد العلي، ممثل مركز التاريخ السعودي الرقمي التابع لدراة الملك عبد العزيز، فقد علق على أهمية الندوة للمكتبات في المنطقة، قائلاً: "نشكر مكتبة قطر الوطنية على تنظيمها لهذه الندوة بالتعاون مع المكتبة الرقمية العالمية، فقد كانت هذه الندوة مهمة ومفيدة وناقشنا خلالها موضوعاً هاماً جداً، وهو أساليب الضبط الاستنادي لأسماء المؤلفين باللغة العربية وطُرق فهرستها، كما أن القضايا التي ناقشناها في إطار هذا الموضوع وثيقة الارتباط بمجال أعمال المكتبات ومراكز المعلومات، وستستهم بشكل كبير في تحسين التعاون بين المكتبات العربية".

هذا وتضم المكتبة الرقمية العالمية التي تم إنشاؤها ضمن برنامج مشترك بين مكتبة الكونجرس ومنظمة اليونيسكو والاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات، مخزوناً رقمياً من الكنوز الثقافية التي تساهم فيها عشرات المكتبات والمؤسسات الثقافية من جميع أنحاء العالم، من خلال مشاركة وثائقها ومصادرها الثقافية، من أجل إنشاء مخزون رقمي من المعرفة المتاحة بسبع لغات من ضمنها اللغة العربية.