
أعلنت مكتبة قطر الوطنية عن إطلاق مشروع الأوراق العائلية الرقمي، ضمن مبادرة تهدف إلى جمع وحفظ الوثائق والمستندات الشخصية التي تحتفظ بها العائلات القطرية ونشرها بنظام الإتاحة الحرة لتصبح في متناول الجميع. ويجسد المشروع التزام المكتبة الراسخ برسالتها في صون التراث الوطني وتوثيقه ومشاركته، ويساعد على فهم أعمق لجوانب بالغة الأهمية من تاريخ قطر بمختلف أبعاده الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.
وفي سياق هذه المبادرة، تدعم مكتبة قطر الوطنية رقمنة هذه المواد لحفظها للأجيال القادمة، وكذلك ترميم المواد الهشة أو المتضررة منها عند الحاجة لذلك.
تحتوي بعض المجموعات التي أسهمت بها العائلات على وثائق ومواد تعود لفترة تمتد من القرن الثامن عشر وحتى أوائل القرن العشرين، مما يجعلها مصادر تاريخية أولية ذات قيمة كبيرة للباحثين والأكاديميين في شتّى المجالات. وتشمل المواد المرقمنة في إطار المشروع صورًا فوتوغرافية، ومراسلات، ووثائق سفر مختلفة، وسندات ملكية للأراضي والعقارات، وسجلات تجارية وحكومية، وغيرها من الوثائق العائلية التي يكشف كل منها عن جانب فريد من ملامح التراث والتاريخ القطري الغني والمتنوع.
ومن خلال رقمنة هذه الوثائق ونشرها على منصّة رقمية مخصصة لذلك، تتيح مكتبة قطر الوطنية الوصول إليها مجانًا ودون اشتراط العضوية لتصبح في متناول الباحثين والجمهور في مختلف أنحاء العالم. ويسهم هذا النهج القائم على الإتاحة الحرة ليس فحسب في إثراء الفهم العالمي للسردية التاريخية لدولة قطر ومنطقة الخليج، بل يسلط أيضًا الضوء على جوانب متنوّعة من الحياة قديمًا في قطر، غالبًا لا توثقها الأرشيفات الرسمية.
وفي هذا الصدد، أكدت السيدة هوسم تان، المدير التنفيذي لمكتبة قطر الوطنية، التزام المكتبة بالحفاظ على التراث وإتاحته للباحثين والجمهور، قائلة: "يعكس مشروع الأوراق العائلية الرقمي حرصنا على صون التراث الثقافي والتزامنا بنهج الإتاحة الحرة وتعزيز شراكتنا مع المجتمع، فمن خلال رقمنة هذه المجموعات العائلية النادرة، نحفظ السجل التاريخي لدولة قطر ونضمن إتاحته بلا قيود أمام المهتمين من مختلف أنحاء العالم. " وأضافت: "نود أن نشكر العائلات التي تعاونت معنا في هذا المشروع لما أولتنا به من ثقتها الغالية ولموافقتها الكريمة على نشر وثائقها وسجلاتها الخاصة على مستوى العالم."
وفي السياق نفسه، صرحت السيدة مريم المطوع رئيس قسم إتاحة المجموعات وإدارة المجموعات المُميزة، في مكتبة قطر الوطنية، بأن المشروع يهدف إلى الاحتفاء بالماضي القطري وتعريف الأجيال القادمة به، وأضافت: "تتضمن هذه المجموعات كنوزًا تاريخية نادرة، فهي توثق جوانب الحياة اليومية وأنشطة التعليم والتجارة والسياسة، إلى جانب سرديات أخرى لا نجدها غالبًا في المواد الأرشيفية للمؤسسات الرسمية. ومن خلال صونها ومشاركتها، فإننا نلقي الضوء على ملامح هوية المنطقة ونكشف عن ثراء تاريخها العريق. "
تدعو مكتبة قطر الوطنية الجمهور في قطر والمنطقة والعالم لاستكشاف "مشروع الأوراق العائلية الرقمي" عبر موقعها الإلكتروني والتعرّف على مجموعاته النادرة التي تسلّط الضوء على تراث الدولة وتاريخها.