مكتبة قطر الوطنية تعزز النشر العالمي لمخرجات الأبحاث في قطر

28 أكتوبر 2019
Qatar National Library Promotes Open Access to Nation’s Research

احتفلت مكتبة قطر الوطنية خلال الفترة من 21 إلى 27 أكتوبر بالأسبوع العالمي للإتاحة الحرة 2019 عبر إقامة سلسلة من الورش والفعاليات والندوات شارك فيها عدد كبير من الباحثين وأخصائيي المكتبات ومسؤولي وجهات تمويل البحوث في دولة قطر.

وقد أكدت هذه الفعاليات والورش على التزام المكتبة الوطنية بدعم الابتكار والبحوث الوطنية من خلال ما تقدمه من خدمات وما تطلقه من مبادرات لدعم نشر البحوث الوطنية على نطاق عالمي ممثلة في برنامج دعم الإتاحة الحرة بالمكتبة.

ركزت فعاليات الأسبوع العالمي للإتاحة الحرة 2019 هذا العام على قضية "العدالة في المعرفة المفتوحة"، بهدف دراسة مدى شمول الإتاحة الحرة والمعرفة المفتوحة، وناقش الخبراء والمتخصصون المشاركون من خلالها مزايا الإتاحة الحرة لقطاع البحث العلمي في قطر، والحاجة الماسة لمبادرات تضمن إقامة نظام يسهل تبادل المعرفة في مجتمع متنوع.

ومن الفعاليات التي أقيمت بمناسبة أسبوع الإتاحة الحرة، ندوة حول مفهوم "علم الهواة" قدم فيها كلٌ من مارسن ويرلا، مدير شؤون المحتوى الرقمي واستخداماته بمكتبة قطر الوطنية، وعالمة الأبحاث الدكتورة أورورا كاستيلا شرحًا وافيًا لهذا المصطلح الذي يعني الأبحاث التي يشارك فيها أو يمولها الهواة من أفراد المجتمع، كما تناولت مناقشات الندوة تأثير العلوم والبيانات المفتوحة على انتشار علم الهواة الذي يقوم به أفراد المجتمع وليس علماء متخصصين.

وحول هذه الندوة علقت إليزابيث فارجيز، أخصائية بحوث أولى بجامعة وايل كورنيل للطب – قطر، بقولها: "إنني أستخدم المراجع التي توفرها المكتبة عبر العديد من الوسائل والمنصات لإثراء أبحاثي. والورش التي عقدتها المكتبة بمناسبة أسبوع الإتاحة الحرة تسهل عليّ التعرف على الباحثين الآخرين والتواصل معهم، كما تساعدنا على فهم الفرص المختلفة التي توفرها المكتبة وكيفية الاستفادة منها".

في 23 أكتوبر، أقيمت ورشة حول كتابة ونشر الأبحاث الأكاديمية موجهة للباحثين والمؤلفين في قطر، عرضت فيها يوهانا كون، مدير التفاعل مع المؤسسات في دار سبرينجر نيتشر للنشر، العديد من النصائح القيمة حول كيفية إعداد مسودات الأبحاث الأكاديمية وتحسين صياغتها اللغوية لزيادة فرصها في الحصول على الموافقة والنشر.

وصف مشارك آخر هو الباحث أحمد سليمان، فعاليات المكتبة في أسبوع الإتاحة الحرة قائلًا: "فعاليات المكتبة حافلة بالمعلومات المفيدة، وقد شرحت بامتياز دور المكتبة في مساعدة الباحثين الشباب طالما أنهم يعملون في مؤسسة قطرية. فتمويل المكتبة للباحثين الذين يرغبون في نشر الإتاحة الحرة خبر سعيد لكل باحث، وأنا شخصيًا أعتزم الاستفادة منها في المستقبل القريب".

اختُتمت فعاليات أسبوع الإتاحة الحرة في 27 أكتوبر بندوة حول "العدالة في المعرفة المفتوحة" تناولت مزايا الإتاحة الحرة لقطاع البحوث في الدولة، لا سيما تأثيرها في تعميم الوصول لمنجزات الأبحاث الوطنية ونتائجها. وعرض جون تينانت، مؤسس منصتي OpenScienceMOOC وPaleoarXiv، لخبراته ورؤيته حول كيفية التعاون مع المؤسسات والجهات الوطنية والدولية لتوسيع نطاق الانتشار العالمي للأبحاث التي تقوم بها المراكز العلمية والأكاديمية والبحثية في قطر.

بلقيس بانير، خريجة كلية العلوم والهندسة في جامعة حمد بن خليفة، علقت على فعاليات الأسبوع العالمي للإتاحة الحرة بقولها: "ينبغي لكل المكتبات أن تدعم النشر بالإتاحة الحرة باعتبارها مراكز للمعلومات. وإنني أستفيد من الدوريات المنشورة بالإتاحة الحرة وتمويل النشر الذي تقدمه المكتبة، وأعتقد أنها مفيدة للغاية، ودائمًا أعتبر المكتبة مصدرًا للمعلومات عندما أكتب أبحاثي، وأحث الجميع على استمرار الاستفادة من مصادر المكتبة".

جدير بالذكر أن حركة الإتاحة الحرة هي اتجاه عالمي يسعى لنشر البحوث العلمية والأكاديمية المُحَكَّمة على نطاق واسع عبر الإنترنت مجانًا وبأقل قدر من القيود أو من دون أي قيود على الإطلاق على النشر وإعادة الاستخدام. ويساعد برنامج المكتبة لدعم الإتاحة الحرة وقسائم الإتاحة الحرة المؤلفين في قطر على سداد رسوم نشر المقالات والأوراق البحثية في الدوريات العالمية التي تنتهج النشر بالإتاحة الحرة، وذلك في إطار حرص المكتبة على توسيع مدى الانتشار العالمي للأبحاث التي تجري في قطر. وقد موّلت المكتبة من خلال هذا البرنامج ابتداءً من 2017 حتى الآن 273 ورقة بحثية للباحثين والمؤلفين من مختلف المؤسسات البحثية والأكاديمية في دولة قطر.

ولا يقتصر دعم المكتبة لحركة الإتاحة الحرة على تمويل الأبحاث العلمية، بل تساهم بقوة في العديد من المبادرات الدولية للإتاحة الحرة مثل مشروع "إنتاكت" لرسوم نشر الأوراق البحثية بالإتاحة الحرة" (Open APC)، ومشروع الإتاحة الحرة 2020، كما تشارك في صياغة المبادئ الدولية للإتاحة الحرة من خلال جهودها ونشاطها تحت مظلة الاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات (الإفلا).