بالشراكة بين مكتبة قطر الوطنية ومكتب الإفلا الإقليمي في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

منتدى "المكتبات في الصدارة 2025" يؤكد على أهمية التعاون في صياغة مستقبل المكتبات

6 مايو 2025

اختتمت مكتبة قطر الوطنية فعاليات منتدى "المكتبات في الصدارة 2025" السنوي بالشراكة مع المكتب الإقليمي للاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات (إفلا) في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والذي سلّط الضوء على قوة التعاون والابتكار والانفتاح في صياغة مستقبل المكتبات.

شهد المنتدى الذي أقيم تحت شعار "ازدهار المكتبات معًا في بيئة مفتوحة" مشاركة واسعة من خبراء المكتبات والأكاديميين وقادة المؤسسات الثقافية من مختلف أنحاء المنطقة والعالم. وركّز على بناء مجتمعات مكتبية مترابطة ومستدامة من خلال الشراكات العالمية، والتقنيات الحديثة، وشبكات المعرفة المفتوحة.

انطلقت فعاليات المنتدى في 4 مايو بورش تمهيدية متخصصة أتاحت للمشاركين ضمن جلسات عملية مناقشة سبل التعاون الاستراتيجي والابتكار في منظومة مفتوحة.

وفي اليوم الثاني من المنتدى، ألقى سعادة الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري، وزير الدولة ورئيس مكتبة قطر الوطنية، الكلمة الافتتاحية، أعقبتها كلمة السيدة شارون ميمس، الأمين العام لاتحاد الإفلا، ثم كلمة من السيدة إيمان الشمري، مدير المكتب الإقليمي لاتحاد الإفلا في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وشهد المنتدى مشاركة بارزة من السيد كلفن واتسون، المدير التنفيذي لمنطقة مكتبات مقاطعة لاس فيغاس-كلارك في الولايات المتحدة، الذي ألقى كلمة بعنوان: "بناء المكتبات وبناء المستقبل: رحلة تعاونية صنعت المستحيل"، استعرض فيها تجارب ملهمة في العمل التعاوني للنهوض بالمكتبات.

وفي كلمته الافتتاحية، أكّد سعادة الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري أهمية التعاون بين المكتبات قائلًا: "تستدعي التحديات المتسارعة التي يواجهها عالمنا اليوم منظومات معرفية أكثر تكاملًا وتعاونًا. ونحن نؤمن بأن الاستثمار في المعرفة، لا سيّما من خلال الشراكات العالمية والتقنيات الناشئة، هو السبيل الأمثل لتعزيز المجتمعات المستدامة، وبناء غد أكثر عدلًا وشمولًا. وفي هذا السياق، ننظم منتدى المكتبات في الصدارة ليكون منبرًا استراتيجيًا لصياغة مستقبل المكتبات في منطقتنا والعالم ويجسد رسالتنا التي نسعى لتحقيقها في مكتبة قطر الوطنية".

 وأضاف قائلاً: "هذا العام تلتقي العقول من أهل الاختصاص وتتضافر الجهود من أجل تطوير مشهد المكتبات والمعلومات في منطقتنا والعالم تحت شعار يعبر عن إيماننا العميق بأن قوة المكتبات تكمن في مد جسور التعاون وتوسيع آفاق الشراكة، ومن أجل ذلك لا ندخر وسعًا في مكتبة قطر الوطنية في تبني استراتيجيات مبتكرة تهدف إلى بناء منظومة مكتبية متكاملة وقادرة على تلبية احتياجات مجتمعاتنا المتنوعة".

من جهتها صرّحت السيّدة هوسم تان، المدير التنفيذي لمكتبة قطر الوطنية، قائلة: "لطالما كانت المكتبات حارسة للمعرفة، لكنها اليوم مطالبة أيضًا بأن تكون منصات للتبادل الفكري، والابتكار الرقمي، والتعاون العالمي. وفي مكتبة قطر الوطنية، نؤمن بهذا الدور المحوري، ونحرص على أن تسهم مواردنا ومجموعاتنا ومنصاتنا الرقمية في بناء منظومات معرفية منفتحة وشاملة. فليس بوسع أي مكتبة أن تزدهر بمفردها، لكننا جميعًا نصبح أقوى عندما نعمل سويًا وتتكاتف جهودنا معًا. وإذا كان التحوّل الرقمي في قلب رؤيتنا المستقبلية، فإننا في الوقت ذاته نصون تاريخ المجتمعات ونحافظ على هويتها الثقافية للأجيال القادمة، وندافع عن السياسات التي تضمن بقاء المعرفة منفعة عامة متاحة للجميع، لا امتيازًا محصورًا بفئة دون أخرى".

وأضافت قائلة: "يقام المنتدى هذا العام بالشراكة مع المكتب الإقليمي للاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات في الشرق الأوسط وشمال ‎إفريقيا ليؤكد حقيقة بالغة الأهمية ألا وهي أنه لا سبيل لنمو المكتبات وازدهارها من دون قنوات مفتوحة تنساب عبرها الأفكار والخبرات ضمن منظومة شاملة لتبادل الابتكارات والموارد والمعارف".

تفاعل المشاركون طوال اليوم مع برنامج زاخر ومتنوع من الندوات والمناقشات والجلسات الحوارية والعروض التقديمية وجلسات عروض الملصقات بمشاركة مؤسسات محلية عديدة منها جامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا، ومتحف الفن الإسلامي، وفريق الإتاحة الحرة في مكتبة قطر الوطنية، بالإضافة إلى مشاركين من صربيا وتونس وفلسطين، ودول أخرى. وسلّط المتحدثون الضوء على طيف واسع من الموضوعات من إنتاج البيانات الوصفية بالذكاء الاصطناعي، وتصميم المكتبات الشاملة، والحفظ الرقمي، وأرشفة التراث الغذائي.

من أبرز مناقشات اليوم الثاني ندوة نقاشية أدارها الدكتور وليد البادي، مدير مكتبة مجلس عُمان، تناولت تطوير المنصات التعاونية من خلال بناء منظومات رقمية مشتركة للمكتبات، واستراتيجيات تعزيز الإتاحة الحرة. وشددت الجلسة على أهمية دور المكتبات في تعزيز العدالة المعرفية، وأبرزت كيف يسهم التعاون الإقليمي والدولي بين المكتبات في التغلب على التحديات التقنية والاجتماعية والبيئية.

واختُتمت فعاليات المنتدى بكلمة ألقتها السيدة كاتيا مدوّر، مدير شؤون البحوث وخدمات التعلُّم بمكتبة قطر الوطنية، ثم كلمة شكر وتقدير للمساهمين والمشاركين في المنتدى ألقتها السيدة هوسم تان، المدير التنفيذي لمكتبة قطر الوطنية. وبعد ذلك دُعي الحاضرون إلى جولة في مرافق مكتبة قطر الوطنية ومجموعاتها التراثية.