لعب الأطفال قبل المدرسة: فرصة ثمينة للآباء

بقلم: كوزوم باهتيا، أخصائي معلومات - أطفال
ترجمة: أبو الحجاج محمد بشير، محرر المحتوى العربي
Parents and children playing

أنشطة اللعب واللهو مفيدة ومهمة وصحية للأطفال ومن الخطأ اعتبارها مضيعة للوقت. فاللعب من أهم الوسائل التعليمية للأطفال خاصة مرحلة ما قبل المدرسة، والأنشطة العملية ضمن الألعاب تضيف قيمة على اللعب وتجعله نشاطًا ثريًا بالفائدة. ومع أن الآباء عادة يحرصون على القيام بدور نشط في نمو أطفالهم في مرحلة ما قبل المدرسة من خلال اللعب، لكنهم ربما لا يثقون بالمزايا والمنفعة من وراء ذلك، ولا يدركون أهمية دورهم أو مستوى مشاركتهم وكيفية إعداد الألعاب وتنفيذها. 

سنتعرف فيما يلي على بعض مزايا أنشطة اللعب وبعض النماذج البسيطة لهذه الأنشطة. غير أن هناك نصيحة أساسية ثابتة لكل الآباء والأمهات: لا تخشوا من الفوضى الناتجة عن أنشطة اللعب. 

أنشطة الألعاب حافلة بالمزايا، ومنها على سبيل المثال لا الحصر: 

  • تنمو أجسام الأطفال من خلال اللعب 
  • تزداد فعالية التعلم عندما يشعر الأطفال بالفضول للتعلم
  • تتاح للأطفال فرصة الحياة والتعاون مع الآخرين
  • يساعد اللعب الأطفال في الثبات الانفعالي والتعبير عن المشاعر

كل ما سبق يؤدي إلى تعزيز النمو البدني والذهني والاجتماعي والوجداني للأطفال. عندما تشارك أطفالك في أنشطة اللعب فأنت بذلك تبني صلة وطيدة مع أطفالك، إذ تصبح جزءًا من عالمهم وتنضم إليهم لتحقيق هدف مشترك. وبالإضافة إلى الصلة التي تبنيها معهم، يتيح لك اللعب الشعور بالحيوية والنشاط والسعادة كالأطفال. يقول علماء النفس داخل كل منا طفل لا يكبر أبدًا ينتظر فقط الفرصة لكي يعبر عن نفسه. 

يتعلم الأطفال كلمات وأصوات جديدة من خلال سرد القصص وأنشطة الألعاب، الأمر الذي يدربهم على تحويل رؤاهم وخيالهم إلى كلمات وعبارات. وهكذا فإن اللعب يرسي الأساس للتعلم، ويعلم الأطفال العفوية والتلقائية. ففي أثناء اللعب، هناك لحظات "تعليمية" غير متوقعة يتعلم فيها الطفل حل المشكلة في لحظتها بعفوية من دون تدريب مسبق.

من النصائح المهمة أثناء اللعب إعداد بيئة تساعد الطفل على التركيز وتقليد كيفية اللعب بمعنى تعليم الطفل ما الذي يفعله ثم الانسحاب تدريجيًا، لإتاحة الفرصة له لمحاكاة ما فعلته.

أمثلة على اللعب:

  • سيِّر دمى السيارات ذهابًا وعودة على مسار مخطط أو مرسوم. يمكنك استخدام أوامر من كلمة واحدة مثل "توقف" أو "انطلق"، ثم الانتقال إلى شرح إشارات المرور.
  • الكتب وسيلة رائعة لتعزيز اللعب وزيادة فائدته. شجع طفلك على إمساك الكتاب بشكل صحيح، ثم قلب الصفحات برفق وأشر إلى الصفحات. قلد الأصوات وتعبيرات الشخصيات في الكتاب وتحدث عن الصورة بطريقة ملائمة للعمر.
  • استخدم المكعبات لتبني نموذج لمبنى بسيط أمام الطفل، وأثناء الاستكشاف اشرح ما تبنيه. يمكنك التدرج إلى ذكر أسماء الألوان المختلفة وبناء برج من المكعبات بلون يختاره الطفل.
  • استخدم المواد المرنة ذات الأشكال المنفتحة مثل عجينة اللعب والرمال والعصي والخيوط والورق والصمغ وغيرها من مواد الحرف اليدوية التي يكون التركيز فيها على إنشاء جسم معين. وحينها سيبدأ الطفل باستخدام هذه المواد لبناء أشكال من خياله.
  • الألعاب التي لها قواعد محددة هي نافذة على النمو الأخلاقي للطفل. فهي تشجع على ممارسة عمليات التفكير العليا. فالطفل يتعلم كيفية تطبيق المعرفة وتحسين هذا التطبيق بالممارسة. على سبيل المثال: يمكنك تجربة ألعاب مثل السلم والثعبان أو رياضات مثل كرة القدم أو ألعاب مثل "حاول تمسكني" أو  "هوبسكوتش".
  • يتعلم الطفل من خلال ما يراه. ويمكننا القول بثقة إن الأطفال دائمو المراقبة والملاحظة. فطفلك يراك وأنت تغسل الأطباق وتعمل على الحاسب وتطهو وتقود وتنظف، وهو يحب تقليد ما يراه. فالأطفال يتظاهرون بأنهم يؤدون مهمة ما شاهدوها وتقليد أدوار الأشخاص من حولهم، سواء كانوا من الآباء أو الجيران أو المعلمين أو الإخوة. استفد من هذه المهارة الكامنة في الأطفال وحول كل المهام اليومية إلى أنشطة لعب ومرح: 

o    أشرك طفلك في نشاط الطهي أو الخبز o    اشترك مع طفلك في تنظيف سيارة أو حكها o    قلد أدوار العاملين في المطاعم واجعل طفلك يقلد دور النادل (أو النادلة إذا كان لديك طفلة) o    اجعل طفلك يشارك في الأعمال المنزلية مثل الكنس والمسح وغير ذلك.

نحن جميعنا نحتاج إلى مهنة أو وظيفة، وهو أمر يحفزنا ويحمسنا، وبالنسبة للأطفال فإن اللعب هو هذه المهنة أو الوظيفة. وكما قال جان بياجيه، عالم النفس السويسري: "اللعب هو عمل الطفولة".

يتعرض الأطفال لضغوطات كبيرة هذه الأيام منذ اللحظة التي يبدؤون فيها التعلم في المدرسة. فالوقت في مرحلة ما قبل المدرسة ثمين وقصير ويمضي بسرعة خاطفة، وهو فرصة ثمينة ورائعة للألعاب الحرة وممارسة الاستكشاف والمرح وقضاء وقت رائع. 

استمتعوا بهذا الوقت مع أبنائكم!

إضافة تعليق جديد