28 سبتمبر - اليوم الدولي لتعميم الانتفاع بالمعلومات

بقلم: هادية هجو، محرر وأخصائي مطبوعات
International Day for Universal Access to Information

 

أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 2015 اعتماد يوم 28 سبتمبر من كل عام يومًا دوليًا لتعميم الانتفاع بالمعلومات والاحتفاء بحق الحصول على المعرفة للجميع. واكتسب هذا اليوم أهمية إضافية بعد اندلاع جائحة فيروس كورونا حيث أصبح من الضروري تعزيز الانتفاع بالمعلومات في أوقات الأزمات بوجه خاص من أجل تعزيز الوعي العام والمساعدة في إنقاذ الأرواح وبثّ الأمل.

وحق الحصول على المعلومات هو من حقوق الإنسان الأساسية، ويعني أن لكل الشخص الحق في طلب المعلومات وتلقيها ونقلها. ويرتبط هذا الحق من حقوق الإنسان ارتباطًا وثيقًا بحرية التعبير وحرية الصحافة، وبالتالي، فهو ذو ارتباط وثيق برفاه الأفراد والمجتمعات، وذلك لأن توفر المعلومات الدقيقة والشاملة يساعد في اتخاذ قرارات صحيحة في الوقت المناسب في شتى مناحي الحياة الاقتصادية، والاجتماعية، والصحية، وغيرها. 

وبوصفه حقًا أساسيًا، يهدف هذا اليوم العالمي لتعزيز التعاون الدولي في مجال توفير المعلومات، ولبناء مؤسسات محلية ودولية تدعم التنمية المستدامة القائمة على اعتبار المعلومات حق وملك للجميع، وتعزيز التعلّم المستمر للجميع بما في ذلك المهمشين والأشخاص من ذوي الإعاقة من الجنسين، وتعزيز التنوع الثقافي واللغوي على شبكة الإنترنت.

ويتماشى الاحتفال بهذا اليوم مع هدف التنمية المستدامة 16.10 الذي يدعو إلى ضمان وصول الجمهور إلى المعلومات وحماية الحريات الأساسية وتحقيق خطة التنمية المستدامة 2030 والإسهام في بناء مجتمعات قائمة على المعرفة، الأمر الذي يتماشى بدوره كذلك مع توجّه دولة قطر نحو تبني اقتصاد قائم على المعرفة واهتمامها بالتنمية الثقافية والمعرفية.

ولمكتبة قطر الوطنية دور ريادي بارز على المستوى المحلي والإقليمي والدولي فيما يتعلق بإتاحة المعلومات للجميع والإسهام في المبادرات والمشروعات ذات الصلة من خلال توفير المصادر المطبوعة والإلكترونية لمختلف فئات المجتمع بما في ذلك الأشخاص من ذوي الإعاقة، وعقد الفعاليات التثقيفية، وإبرام الشراكات المحلية والدولية بما يصب في تحقيق هذا الهدف السامي، ألا وهو توفير المعلومات وإتاحتها للجميع وتعميم حق الانتفاع بها عبر توفير المصادر والخدمات والمبادرات التالية:

المصادر الإلكترونية: يتمتع أعضاؤنا بإمكانية التصفح المجاني للمصادر الإلكترونية التي نوفرها وتغطي مجموعة واسعة من المجالات والموضوعات لمختلف الفئات العمرية. ويمكن لأعضاء المكتبة، في أي مكان وزمان، تنزيل الكتب الإلكترونية، والكتب الصوتية، والأبحاث الأكاديمية، ومقالات الصحف والمجلات، والاستماع للموسيقى ومشاهدة مقاطع الفيديو.

مكتبة قطر الرقمية: تشتمل هذه المكتبة الرقمية الضخمة على مواد أرشيفية متعلّقة بالثقافة والتاريخ الحديث في منطقة الخليج والمناطق المحيطة، وتضمّ مواد نادرة وقيّمة تتاح لأول مرة على شبكة الإنترنت.

برنامج مكتبة قطر الوطنية لدعم الإتاحة الحرة: يُقصد بـ"الإتاحة الحرة" حرية الوصول الفوري وغير المقيد إلى منشورات البحوث على الإنترنت، حيث يعمل هذا النظام على إزالة العوائق التي تحول دون الوصول إلى الأبحاث ويضمن وصول الأعمال البحثية إلى أوسع قاعدة جماهيرية ممكنة، مما يزيد من عدد القراء والاستشهادات المرجعية ويُحسّن من إمكانية إعادة إنتاج المحتوى وإعادة استخدامه.

خدمة الإعارة المتبادلة وتوفير الوثائق: تتيح هذه الخدمة الحصول على المواد التي لا توجد ضمن مجموعات مكتبة قطر الوطنية المطبوعة أو مصادرها الإلكترونية. فإذا لم تجد المادة التي تبحث عنها بعد البحث في الفهرس و المصادر الإلكترونية التي توفرها المكتبة، يُمكنك حينها طلب الخدمة من هذه الصفحة.

ويأتي الاحتفاء بهذا اليوم للتشجيع على صياغة السياسات والتشريعات التي من شأنها إتاحة المعلومات للجميع، بالإضافة للتعاون وتبادل الخبرات من أجل إقامة مشروعات تهدف لتحفيز الوصول الحر للمعلومات. وفي هذا السياق، تنظم مكتبة قطر الوطنية بالاشتراك مع اللجنة الدائمة لخدمات الإعارة المتبادلة وتوفير الوثائق التابعة للإفلا، النسخة السابعة عشرة من مؤتمر الإعارة المتبادلة وتوفير الوثائق تحت شعار: "نتشارك لنتعافى: تبادل مصادر المعرفة خلال الجائحة وما بعدها" لمناقشة التحديات التي واجهت مجتمع المكتبات وقدرته على الصمود أثناء الجائحة، ولتسليط الضوء على المبادرات والتقنيات الجديدة، والحلول الشاملة، والمشروعات التعاونية في مجال توفير الوثائق والمصادر وتبادلها وإتاحتها.

إضافة تعليق جديد