جهود مكتبة قطر الوطنية في مجال تعزيز الوعي البيئي والاستدامة البيئية

هادية هجو، محرر وأخصائي مطبوعات
sustainability image

 

تضطلع مكتبة قطر الوطنية بدور محوري في تعزيز الثقافة البيئية ورفع مستوى الوعي بهذه القضية المهمة عبر عدد من المبادرات والبرامج فضلاً عن الكتب والمصادر. 

تضم مكتبة قطر الوطنية مجموعة واسعة من المصادر والكتب المطبوعة والإلكترونية بعدد من اللغات تتمحور حول الموضوعات المتعلقة بالبيئة مثل تغير المناخ وتأثيراته على البيئة والمجتمعات البشرية، مصادر الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة المائية، وقدرتها على تقليل انبعاثات الكربون. الزراعة المستدامة وأنظمة الغذاء، بما في ذلك الزراعة العضوية، والزراعة المتجددة، والزراعة الحضرية. الحفاظ على التنوع البيولوجي وحماية الأنواع المهددة بالانقراض. إدارة النفايات وإعادة التدوير، بما في ذلك السماد ونماذج الاقتصاد الدائري. النقل المستدام، ممارسات البناء المستدامة، مثل تصميم المباني الخضراء. الحفاظ على الموارد المائية وإدارتها، بما في ذلك تجميع مياه الأمطار وأنظمة إعادة استخدام المياه. السياسة البيئية والحوكمة، بما في ذلك الاتفاقيات المناخية الدولية واللوائح المحلية. العدالة البيئية والإنصاف، بما في ذلك التأثير غير المتناسب للتدهور البيئي على المجتمعات المهمشة. وغيرها من الموضوعات ذات الصلة بالبيئة والاستدامة والتي تتيحها المكتبة مجانًا لجميع أعضائها. اضغط هنا للبحث في فهرس المكتبة عن الكتب المتعلقة بالاستدامة. بإمكان الأعضاء أيضًا الاطلاع على أحدث البحوث، ووقائع المؤتمرات الدولية، والمقالات والمجلات العلمية، والبيانات والرسومات البيانية التي تتيحها المكتبة مجانًا كذلك للأعضاء عبر مصادرها الإلكترونية وعبر الشراكات التي أبرمتها المكتبة مع دور النشر العالمية التي تقدم كل ما هو جديد ومواكب لأحدث التطورات على المستوى الدولي. 

وبالإضافة لمجموعتنا الواسعة من الكتب والمصادر المتاحة مجانًا للأعضاء، تعقد المكتبة شهريًا باقة متنوعة من الفعاليات المختلفة لجميع الفئات العمرية تتمحور حول عدد من الموضوعات التثقيفية التي تهدف لرفع مستوى الوعي العام وإتاحة منصة للنقاش والتفاعل حول الموضوعات ذات الصلة بما في ذلك موضوعات البيئة والاستدامة. ومن ضمن الفعاليات التي عقدتها المكتبة حول موضوع البيئة والاستدامة نذكر على سبيل المثال جلسة نقاشية جماعية مع الجمهور حول موضوع دور المكتبات العامة فيما يتعلق بتحقيق أهداف التنمية المستدامة ذات الصلة بالبيئة في دولة قطر، ندوة نظمتها المكتبة بالتعاون مع مجموعة تاريخ قطر الطبيعي بعنوان " استكشف طبيعة البيئة البرية والبحرية في دولة قطر" ، وندوة نقاشية أخرى بعنوان "تفاعل الشباب القطري مع قضايا البيئة" وقد سلّطت هذه الندوة الضوء على مبادرتين للشباب القطري لتحقيق أحد أهداف التنمية المستدامة، ألا وهو الاستدامة البيئية. ومحاضرة توعوية من تقديم العالم الجيوكيمائي الدكتور جيمس ليونج بعنوان "أهمية دراسة البيئات القاسية على كوكب الأرض"، وورشة عمل بعنوان "الاستدامة البيئية في الإسلام" سلّطت الضوء على مفهوم الاستدامة البيئية، وكيف تساعد تعاليم الإسلام على تحقيق الاستدامة. وبمناسبة "أسبوع الاستدامة في قطر" عقدت المكتبة ندوة نقاشية استضافت فيها خبراء من وزارة البلدية والبيئة لمناقشة تطبيق الخطة العمرانية الشاملة لدولة قطر بما يحقق رؤية قطر الوطنية 2030 ويساهم في إنشاء حياة مستدامة في دولة قطر. وندوة نقاشية أخرى بعنوان " رسم مسار لمستقبل عمراني مستدام في قطر: منظور السكان"، وورشة عمل بعنوان " كيف نجعل الاستدامة جزءًا من حياتنا اليومية؟" قدّمت للجمهور معلومات مهمة وقيمة حول الفرق بين المباني التقليدية والمباني الخضراء، والعوامل الأساسية المطلوبة لتطبيق السلوكيات الخضراء ومزايا الاستدامة، وورشة مخصصة للسيدات من هواة البستنة بعنوان "ما بعد الزراعة العضوية: لنتعرف على البستنة المستدامة!"، كما عرضت المكتبة فيلمًا وثائقيًا في فعالية خاصة وهو فيلم "عيش تجربة التغيير: قصص ملهمة لمستقبل مستدام" حيث قدّم الفيلم طرق وأساليب ملهمة للحياة المستدامة من خلال سرد حكايات الأشخاص الذين قرروا تغيير حياتهم. وعقدت المكتبة جلسة نقاشية بعنوان "إرشادات لبدء رحلة الاستدامة في قطر" من تقديم مشروع الدوحة للمبادرات البيئية، للتعرف على الحياة البحرية ومدى تأثير التلوث البلاستيكي في قطر عليها، بالإضافة إلى فرصة تعلم بعض الأشياء البسيطة التي يمكن القيام بها للمساهمة في حل المشكلة. وعقدت المكتبة كذلك جلسة نقاشية يقدمها الفريق التنفيذي لنموذج لاهاي الدولي للأمم المتحدة (ثيمون) في قطر، تتمحور حول المخاطر التي تفرضها الأنشطة البشرية الحديثة، وكيف يمكننا العمل، من خلال معرفة أهداف التنمية المستدامة التي أقرتها منظمة الأمم المتحدة، على تصحيح تلك الأخطاء، والمساهمة في تحقيق مستقبل أفضل.

ويتميز مبنى مكتبة قطر الوطنية كذلك بالعديد من جوانب الاستدامة البيئية، نذكر منها مثلاً كفاءة الطاقة، حيث يوجد بالمكتبة "نظام إدارة المبنى" الذي يتحكم في استخدام الطاقة. على سبيل المثال، تمت برمجة نظام الإضاءة مسبقًا لتعتيم أضواء المكتبة تلقائيًا بعد ساعات العمل ولتخفيت الإضاءة أكثر أثناء وقت إغلاق المكتبة ليلاً. ومن الأنظمة المستخدمة في المكتبة كذلك نظام لترشيد استهلاك المياه، حيث يستخدم مبنى مكتبة قطر الوطنية صنابير مياه مزودة بأجهزة استشعار، مما يقلل من إهدار المياه. أما بالنسبة للنفايات، يحتوي مبنى مكتبة قطر الوطنية على برنامج لإدارة النفايات يتضمن صناديق إعادة التدوير لأنواع مختلفة من المواد مثل الورق والزجاج والمعادن وبقايا الأطعمة. كما تستخدم المكتبة أيضًا نظامًا للمخلفات الإلكترونية، حيث تعمل المكتبة على تجميع النفايات الإلكترونية مثل الأجهزة الكهربائية القديمة وأجهزة الكومبيوتر بمعداتها المحتفلة ليعاد تدويرها بالتعاون مع إدارة الخدمات العامة في مؤسسة قطر. وينتج عن مختبر الحفظ والصيانة في المكتبة نفايات كيمائية تتم معالجتها أيضًا بالتعاون مع إدارة الخدمات العامة في مؤسسة قطر.

ويعد الضوء الطبيعي جانبًا مهمًا آخر من جوانب الاستدامة البيئية في مبنى مكتبة قطر الوطنية. حيث تعمل الواجهة الزجاجية للمبنى على توفير الضوء الطبيعي في البهو الرئيسي للحد من الحاجة إلى الإضاءة الاصطناعية وتقليل استهلاك الطاقة. إذ تسمح الواجهة الزجاجية للضوء الطبيعي بالوصول إلى المساحات الداخلية، وقد تم تصميم مناطق القراءة في البهو الرئيسي للاستفادة من ضوء النهار. وبالإضافة إلى الفوائد البيئية للضوء الطبيعي، فإنه له أيضًا آثار إيجابية على صحة روّاد المكتبة، حيث ثبت أن الضوء الطبيعي يحسّن الحالة المزاجية ويزيد الإنتاجية ويقلل من مستويات التوتر، مما يجعله ميزة مهمة في تصميم المباني المستدامة.

تعكس مكتبة قطر الوطنية التزامًا بالاستدامة البيئية وتعزيز الوعي حول قضايا البيئة والطاقة من خلال مصادرها وفعالياتها وكذلك من ناحية تصميم المبنى وتشغيله.
 

إضافة تعليق جديد