تمثل صناعة الموهبة وصقلها وتعزيزها إحدى الضروريات في الحياة، وللمؤسسات التعليمية والثقافية دور مهم في اكتشاف مواهب الطلاب وتنميتها في مختلف المراحل العمرية.
والموهبة هي إحدى المفردات التربوية والتعليمية التي ارتبطت بالطلاب ذوي القدرات الخاصة، وهم طلاب يختلفون بطبيعة الحال عن أقرانهم ويتميزون بالعديد من الإمكانات والقدرات التي تؤهلهم للارتقاء بمستوياتهم والتميز في جميع الجوانب التعليمية والثقافية. والطلاب الموهوبون لديهم استعداد فطري وقدرات غير عادية أو أداء متميز عن بقية أقرانهم في مجال أو أكثر من مجالات التفوق العقلي والتفكير الابتكاري أو الإبداعي وغيرها من المهارات العقلية أو الشخصية والقدرات الخاصة ويحتاجون إلى رعاية تعليمية خاصة لا تتوافر لهم بشكل متكامل في البرامج العادية.
وللموهوبين خصائص مشتركة نذكر منها ما يلي:
1. يتعلم هؤلاء الطلاب القراءة والكتابة بسرعة أكثر من نظرائهم ويكون فهمهم للغة أفضل وأعمق ويكون أغلبهم قد تعلم القراءة قبل دخولهم المدرسة.
2. يتعلمون المهارات الأساسية ويتقنونها بسرعة كبيرة دون حاجة إلى قدر كبير من التدريب.
3. لديهم قدرة أكبر من زملائهم على فهم الأفكار التجريدية أو النظرية والتعامل معها بشكل أسرع في استخلاص نتائج مبنية على مجموعة كبيرة من المعلومات.
4. يبدون رغبة قوية في العمل المنفرد في مراحل عمرية مبكرة معتمدين على استقلاليتهم لفترات طويلة من الوقت كما يتميزون بقدرة كبيرة على التركيز والانتباه.
5. طاقتهم زائدة وحيويتهم فائقة حتى أن نشاطهم قد يكون زائدًا عن الحد المعتاد.
6. يفضلون أن يكون أصدقاءهم ممن هم أكبر سناً ونادرًا ما يتخذون أصدقاءً من نفس فئتهم العمرية.
بناءً على ما سبق، ونظرًا لهذه السمات التي يتميز بها الموهوبون، يحتاج الأطفال واليافعين من الموهوبين إلى برامج خاصة مختلفة عن تلك التي تقدم في البيئة المدرسية لدعم موهبتهم وصقل مهاراتهم وتنميتها، وهنا يكمن دور المكتبة كجزء أساسي في دعم العملية التعليمية للموهوبين.
المكتبة هي الداعم الأول الذي يلجأ اليه المعلمون لدعم العملية التعليمية للطالب الموهوب، وهي المكان الذي يلجأ اليه الموهوب ليعثر على مزيد من المعلومات والمصادر حول اهتماماته وليجد من يشاركه اهتماماته في بيئة محفزة وداعمة.
إن الأطفال الموهوبين والمتفوقين يحتاجون إلى البرامج التعليمية والتربوية العامة شأنهم في ذلك شأن أقرانهم، بينما تسعى البرامج الموجهة للأطفال الموهوبين والمتفوقين إلى تنمية مواهبهم وقدراتهم الخاصة والعمل على صقلها وتعزيزها.
ومن أهم البرامج التي تقدمها مكتبة قطر الوطنية لتمكين ودعم الموهوبين هي:
برامج الدعم من خلال القراءة
تهدف هذه البرامج لتشكيل البناء المعرفي للموهوب من خلال توفير مواد مختلفة للقراءة ضمن نطاق اهتمامه ومساعدته في اكتشاف مصادر إضافية تدعم العملية التعليمية. يتطلع الموهوب دائمًا لاستكشاف المزيد من المصادر حول الموضوعات التي تثير اهتمامه، فهو شخص شغوف بالمعرفة بطبيعة الحال ولديه فضول لفهم واستيعاب موضوعات مختلفة، وعادة يكون لديه اهتمام بعدة مجالات خارج المنهاج المدرسي لذا يجد في المكتبة مجموعة ضخمة من المواد التي تشبع فضوله للمعرفة والتعلّم.
أندية الكتاب
تقدم أندية الكتاب للموهوب البيئة المثالية لمشاركة أفكاره وتطوير مهارات التفكير النقدي من خلال المناقشة وتبادل الآراء وترسيخ عادة القراءة لدى الموهوب وتوجيهها بالمسار الصحيح ومساعدته على تقبل النقد البناء من الآخرين وتشجيعه على المناقشة الحرة الهادفة.
وعلى عكس الفكرة السائدة، قد يكون الشخص الموهوب اجتماعيًا جدًا ويرغب في التعرّف على الآخرين وتكوين صداقات جديدة خصوصًا مع الأشخاص ممن يشاركونه نفس الهوايات والمهارات وغالبًا مع أشخاص أكبر سنًا لكنهم مناسبون له فكريًا ولهم اهتمامات مشتركة، لذا فالمكتبة هي الوجهة المجتمعية والثقافية المثالية للموهوب للتعرف على موهوبين آخرين.
المسابقات الثقافية التي تنظمها المكتبة
تساعد مسابقات القراءة التي تعقدها المكتبة بشكل دوري على غرس عادة القراءة لدى الأطفال واليافعين وتشجيعهم على استثمار أوقات فراغهم بما ينمي مهاراتهم ويعزّز لديهم روح التحدي والمنافسة النزيهة بينهم وبين أقرانهم وتتيح لهم الفرصة في الاعتزاز بما يملكون من مهارات أو مواهب مما يعزز ثقتهم في أنفسهم بما يحقق لديهم شعورًا بالرضا والفخر بالإنجاز.
المراجع:
• القحطاني عثمان /اليوسف، يحيى (2011). المؤتمر العلمي العربي الثامن لرعية الموهوبين والمتفوقين – الموهبة والابداع منعطفات هامة في حياة الشعوب، ج1، – عمان 15-16 تشرين اول 2011- واقع تنمية الطلاب الموهوبين ببرامج التعليم العالي.
• مدونات، أوجيني. (2001). تربويات – خصائص الطلاب الموهوبين ومشكلاتهم، عمان، الأردن، دار مجدلاوي للنشر والتوزيع.
• أبو فودة، دانية (2023). المهارات القيادية عند الموهوبين، عمان الأردن، مركز ديبونو لتعليم التفكير.
• التفهني، أحمد (2004) دور المكتبات المدرسية في رعاية الموهوبين، دراسة نظرية، مصر.
إضافة تعليق جديد