معالم قطر المِعمارية

بقبم: خليفة علي السويدي، عضو حلقة الكتابة بالمكتبة
ترجمة: أنس أبو سمحان، محرر محتوى باللغة العربية
Modernity and tradition

هذه المدونة جزء من سلسلة من المدونات بمناسبة اليوم الوطني لدولة قطر. اقرأ المدونة الأولى ضمن هذه السلسلة هنا والثانية هنا.
 

تُعد قطر واحدة من أسرع الدول نموًا في العالم، والتي أخذت في التطور منذ استقلالها، خصوصًا عبر المِعمار، والذي تستقيه الدولة من تاريخها وثقافتها. في بداية الثمانينات، لم يكن في الدوحة إلا مبنى فندق الشيراتون، وبعدها، شيّدت قطر الكثير من المباني الجديدة والتي حملت في زواياها تصميمًا ومعمارًا أفضل وأكثر اتصالًا بروحها، وخير مثال على هذا تصميم قصر الوجبة، حيث يعرض للرائي طريقة تصميم المنازل القديمة. ويعتمد المعماريون إلى اليوم في تصميمهم على هذه الأنماط المعمارية للمنازل القطرية التقليدية، ويظهر هذا في سوق واقف وكتارا، وهو ما يعكس حُب القطريين لتاريخهم وتقاليدهم.

كما أن مِعمار قطر شاهدٌ حيّ على إنجازات الدولة، إذ تُظهر لنا رؤية قطر الوطنية 2030 أن التطور المعماري في تقدم مستمر. «خلال فترة حكم صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني حفظه الله ورعاه، تم إطلاق رؤية قطر الوطنية 2030 لتكون بمثابة خريطة طريق واضحة لمستقبل قطر» (رؤية قطر الوطنية 2030)، وتهدف الرؤية إلى تحسين وتطوير قطر على عدة مستويات:

«من خلال الموازنة بين الإنجازات التي تُحقق النمو الاقتصادي وبين مواردها البشرية والطبيعية والإنسانية. تشكّل هذه الرؤية منارة توجّه تطور البلاد الاقتصادي والاجتماعي والبشري والبيئي في العقود المقبلة، بحيث يكون شاملاً ويستفيد منه مواطنو قطر والمقيمون فيها، في مختلف جوانب حياتهم.» (رؤية قطر الوطنية 2030)

يعتمد مِعمار قطر بالمقام الأول على ثقافتها، فهو في تصميمه يشبه المنازل القطرية القديمة وينبع هذا من رغبة الدولة في أن يتعلم الناس أنها ما تزال تحتفظ برابطة وثيقة مع ثقافتها وتقاليدها، وأنها تعمل على تضمين العناصر التقليدية للأبنية القطرية القديمة في الأبنية الحديثة مثل طريقة تصميم الأفنية واتجاه المباني وعلاقتها بموقع الشمس، والتي تناقلتها الأجيال من الأجداد الذين عاشوا ظروف الحياة وتحدياتها الصعبة في الماضي بدون التطور التكنولوجي، ويُشار إليهم عادة باسم «البناة الأوائل» (إبراهيم الجيدة). تحمل المنازل القديمة الصفات المميزة نفسها بلونها المعروف المائل إلى البُنّي ومساحاتها المفتوحة لتسمح بدخول النسمات الباردة إليها في فصل الصيف. 

تواصل قطر تحقيقها للإنجازات الواحد تلو الآخر، والوصول إلى رؤية قطر الوطنية 2030 لهو الإثبات الأهم على أنها واحدة من أسرع الدول نموًا في العالم. تُحب قطر تاريخها وثقافتها وتستخدم مخزونها التراثي للحصول على أفكار جديدة لمبانيها ولتظهر للعالم غِنى إرثها وموروثها الثقافي.

المراجع:


 

إضافة تعليق جديد