هل حقًا فقدت المكتبات دورها في عصر جوجل؟

أبو الحجاج محمد بشير، محرر المحتوى العربي
ebook


هل تظن أن المكتبات لم تعد مهمة في عصر المعلومات الرقمية ومحركات البحث فائقة السرعة؟ ربما يجيب البعض: بالتأكيد فقدت المكتبات جانبًا كبيرًا من قيمتها وتأثيرها، ففي محرك البحث "جوجل" تجد إجابة على أي سؤال يخطر على بالك، وأي معلومة تبحث عنها حول أي شيء يثير اهتمامك.

ربما تكون محقًا في ذلك التصور عندما تقارن بين المكتبات ومحركات البحث من حيث سرعة الوصول لمواقع الإنترنت الخاصة بالكتب والصحف والمجلات، أو المدونات وحسابات مواقع التواصل الاجتماعي، أو المدارس والجامعات ومراكز التدريب، أو الفنادق وشركات الطيران والمواصلات، أو الشركات والمنتجات، أو الصور ومقاطع الفيديو وملفات الوثائق على سبيل المثال لا الحصر. غير أن هناك عيب واحد فقط قد يبدو بسيطًا لكنه جوهري وحاسم؛ ألا وهو أنك لا تستطيع الوصول لمحتويات هذه المواقع إذا لم تكن متاحة مجانًا للاطلاع.

لكن من قال إن المكتبات ما هي إلا فهارس أو قوائم إلكترونية للكتب أو المجلات فقط؟ هذا تصور محدود للغاية لدور المكتبات الذي هو في واقع الأمر أعمق وأبعد من ذلك بكثير. إنك إذا نظرت إلى المكتبات على أنها مصدر مجاني للوصول إلى فرص التعلم والمعرفة الحقيقية المتخصصة في مجالك أو المخصصة لتناسب احتياجاتك، حينها سيختلف الأمر تمامًا. 

مثل كل المكتبات الوطنية، تفتح لك مكتبة قطر الوطنية نوافذ مجانية على كنوز المعرفة الحقيقية وتضع في متناول أصابعك أينما كنت أرقى مصادر التعلم قيمة وجودة لتثري معلوماتك أو تطور مهاراتك سواء في الدراسة أو العمل أو الحياة عمومًا. 

ففي مكتبة قطر الوطنية على سبيل المثال تستطيع أن تستعير وتقرأ ما يزيد عن مليون كتاب مطبوع في شتى المجالات وبمختلف اللغات دون أن تدفع أي شيء. العائق الوحيد أمام ذلك هو أنك قد لا تجد الوقت الكافي لقراءة هذه الكتب!

ليس هذا فحسب، بل إن مكتبة قطر الوطنية تقدم لك إمكانية الاطلاع – مجانًا - على المحتوى الكامل في 252 مصدر إلكتروني من أرقى وأشهر المصادر المعرفية في العالم وبها ما يزيد عن 750 ألف كتاب إلكتروني ودورية ومجلة وصحيفة فضلًا عن الكتب الصوتية والمحتوى الميسر لذوي الإعاقة. 

غني عن القول، عزيزي القارئ، إن أغلب هذه المصادر الإلكترونية ليست متاحة مجانًا للأفراد، فهي باهظة التكلفة حتى إن المكتبات فقط هي التي تستطيع تحمل رسومها. 

ebooks

 

في كفة الميزان الأخرى نجد أن محركات البحث على الإنترنت ما هي إلا فهارس جبارة للمحتوى الموجود بالفعل على شبكة الويب من مواقع إنترنت وملفات صوتية ومرئية وكتب. بعبارة أخرى هي أقرب ما يكون لدليل المحتويات في الكتاب فهو يخبرك بعنوان الفصل أو الموضوع ورقم الصفحة لكي تذهب إليها! والكتاب في حالتنا هذه هو شبكة الويب بأسرها.

ثمة فرق جوهري آخر قلما يلتفت له الكثيرون ممن يتصورون أن محركات البحث قد ألغت دور المكتبات. فمحركات البحث وهي تعرض لك نتائج البحث لا تضمن لك موثوقية أو جودة المعلومات التي تقدمها لأنها تخضع لخوارزميات آلية تقيس مدى ملائمة النتائج باستخدام مئات العوامل ما زال الكثير منها غير معروفًا. 

لكن المكتبات تحرص أشد الحرص على أن توفر لأعضائها المصادر الإلكترونية ذات الجودة العالية، ويقوم على تدقيق هذه المصادر نخبة من خبراء المعلومات المتخصصين في مجالاتهم.

نعم توصلك محركات البحث إلى موقع الفندق أو المتجر أو دار النشر أو المؤلف لتشتري ما تريد، لكنها تعجز تمامًا عن أن توفر لك المحتوى المدفوع ومصادر التعلم التي تطلب دفع رسوم لاستخدامها. وغني عن الذكر أن أغلب المحتوى القيم عالي الجودة يكون عادة مدفوعًا ولا يتاح مجانًا. المكتبات وحدها مثل مكتبة قطر الوطنية هي فقط من تستطيع أن توفر لك هذا المحتوى.

ثمة مصدر آخر ثمين من مصادر التعلم والمعرفة لن تستطيع محركات البحث توفيرها بأي حال من الأحوال! ألا وهو المؤتمرات والمعارض والندوات والمحاضرات والورش التعليمية والحلقات النقاشية وجلسات القراءة المجتمعية.

تنظم مكتبة قطر الوطنية عشرات الفعاليات الشهرية التي تلبي احتياجات المعرفة والتدريب لفئات المجتمع من مختلف الأعمار حول العديد من الموضوعات والمجالات. سجل الآن تحصل على عضوية المكتبة لكي تستطيع تصفح مصادرنا الإلكترونية القيمة واستمتع بأفضل كنوز المعرفة في العالم.  
 

إضافة تعليق جديد